عن الكتاب
كان بو عبقرياً، وكان يقول: “ما يدعوه الناس بالعبقرية ليس إلا مرضاً عقلياً ناتجاً عن تطور لا طبيعي، أي تطور مسرف لإحدى ملكاتنا أو مواهبنا”.ويقول الشاعر الفرنسي بودلير عنهوكان متعصباً له بشدة ( ويمكنك أن تلاحظ هذا التأثر بوضوح في ديوان أزهار الشر مثلاً): “لقد اجتاز هذا الرجل قمم الفن الوعرة… وهوى في حفر الفكر الإنساني، واكتشف -في حياة أشبه بعاصفة لا تهدأ- طرقا وأشكالاً مجهولة يُدهش بها الخيال ويروي العقول الظامئة إلى الجمال، هذا العبقري مات فوق مقعد في الشارع.. وكان عمره يدنو من الأربعين عاماً”.إدغار ألن بو ذلك الشاعر ،والفيلسوف، الرسام ، والموسيقار ، نموذج فريد من عباقرة الرومانتيكين، مع غرور شيطاني أخذه من بايرون وشغف معرفي من كوليردج … ووسط ذلك المجتمع الذي عبر عنه واشنطن إيرفنغ في كتاباته، والذي راقته قصصُ جيمس فينيمور كوبر التي تتحدث عن مغامرات وأسفار أخلاقية تمجد قيم الشهامة والرجولة، كان إدغار ألن بو يصر على التطرق إلى صور وأصوات هي أقرب إلى الجنون والخطيئة والموت منها إلى عقلانية الحياة، في قصصه التي فرضها في عناده المألوف على قياسات الذوق العام … حين يتعلق الأمر بالقصة القصيرة، لا يوجد منافس له من المعاصرين.