عن الكتاب
موضوع نهاية «إسرائيل» متجذر في الوجدان الصهيوني. فحتى قبل إنشاء الدولة أدرك عددا من الصهاينة الأوائل أن مشروعهم مستحيل أن يستمر، وأن الحلم الصهيوني سيتحول إلى كابوس. لذلك تجد الشاعر الإسرائيلي «حاييم جوري»يعتقد «أن كل إسرائيلي يُولد وفي داخله السكين الذي سيذبحه. فهذا التراب (الإسرائيلي) لا يرتوي، حيث إنه يُطالب دائماً بمزيد من المدافن وصناديق دفن الموتى. ورغم أن موضوع «النهاية» لا يحب أحد في «إسرائيل» مناقشته؛ فإنهيطل برأسه في الأزمات، وعلى سبيل المثال حين قررت محكمة العدل الدولية عدم شرعية جدار الفصل العنصري، ازداد الحديث عن أن هذه هي بداية «النهاية». وبعد هزيمة تموز، ازدادت شدة الكابوس أكثر فأكثر.وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» (27/ 1/ 2002) مقالاً بعنوان «يشترون شققاً في الخارج تحسباً لليوم الأسود». والمقصود هنا الإسرائيليون الذين غادروا حينئذ بالآلاف، أما «اليوم الأسود» فهو يوم نهاية «إسرائيل»!لكن ما هي الأسباب الرئيسية أو المؤشرات التي تشير الى اقتراب نهاية «إسرائيل»؟ سؤال سنحاول الإجابة عنه في هذا الكتاب بشهادات من كتب وتقارير إسرائيلية.